أتذكر, حين جاء جمال لخطبتي , حين حدث أبي, و حين ارتبك
أمام سؤاله الذي لم يكن مفاجئا, السؤال المتوقع الذي يسأله أهل أي عروس: من وين
بتعرف البنت؟!
ارتبك الحزين !! قال لي إن السماء سقطت على رأسه, و بعد قليل عرف أنها كانت ممتلئة بالغيوم. هكذا كان يستعيد الحكاية و يضحك. غرقت في ماء لم أر مثله يا آمنة, لا , ليس عرقاً, لو كان عرقاً لأحسسته يتسلل من تحت ثيابي, لكنه كان يأتي من تحتها و من فوقها.
قال له: و تحبها أيضا !
و تجرأ الحزين و قال له: و هل على الرجل أن يتزوج المرأة التي يكرهها ؟!
-بتتمسخر علي؟!
هكذا صرخ أبي في وجهه. بتتمسخر علي ؟ ما في عندي بنت للزواج !
وحدك الذي وقفت معي , وحدك الذي قلت لي تلك الكلمات البسيطة: و لايهمك!
-و لا يهمني و كيف و لا يهمني؟ إن لم يخطبني اليوم, فمتى يكون ذلك , بعد أن يعود من مصر؟ لم تزل أمامه أربع سنوات حتى يتخرج, والله يعلم ما الذي يمكن أن يحدث في أربع سنوات.
و أعدتها: و لايهمك !
فقلت: ما دمت أعدتها, فإنك تعرف ما الذي تقوله, ما الذي تعنيه , فلم أفتح الموضوع ثانية.
و قلت لي: لا تقطعي أهله, زوريهم, إنهم يحبونك, عيشي معهم كما لو أنك واحدة منهم, خطيبة ابنهم, زوجة المستقبل.
فِكرك !؟
طبعا.
و لكن أبي سيجن.
سيجن ؟! لا, لا أظن ذلك, سيجن لو أن جمال هنا في غزة, وليس في مصر. سيجن ربما في البداية فقط.
كل ما قلته حدث, نعم, كل ما قلته. أرغى و أزبد و شتم و حين قلتَ له تزور صاحباتها , أخواته , فجمال في مصر و ليس هناك سوى الختيار و الختيارة و البنات. قال: وليكن ! لا تزورهم يعني لا تزورهم !.
لكنني عشت معهم في البيت طوال تلك السنوات أكثر مما عشت في بيتنا, و يوما بعد يوم , لم يعد يسألني: أين كنت؟ كان يراني سعيدة بوجودي معهم, الله يرحمه. لست أدري لماذا كان عليه أن يبدو قاسياً. هل هنالك سبب سوى أنه أب, و أن همومنا أكبر من جيل ؟!
ناداني, وقال لي: تزوجيه يابا. أفضلُ بيت للبنت هو البيت الذي يحبها فيه أهل زوجها أكثر منه. الآن أعرف أنهم يحبونك!
وصمت طويلاً. ثم قال لي: أما أن يأتي هو ويقول لي أنه يحبك, هكذا من الباب للطاقة, فهذا لا يجوز, فهمت.
قلت له: حاضر.
و عندها راح يضحك و يضحك: هل اعتقدت أنني أقول هذا الكلام عن جد ؟!!
وراح يضحك و يضحك حتى مات.
الله يرحمه.
*****************
كان هذا مقطع لرواية جميلة تحكي قصة بنت غزاوية اسمها آمنة , ستعيش معاها تفاصيل الحياة في غزة ...في جزيرة تقع بين بحر الآلام و بحر الآمال ..
رابط تحميل الرواية كاملة:
ارتبك الحزين !! قال لي إن السماء سقطت على رأسه, و بعد قليل عرف أنها كانت ممتلئة بالغيوم. هكذا كان يستعيد الحكاية و يضحك. غرقت في ماء لم أر مثله يا آمنة, لا , ليس عرقاً, لو كان عرقاً لأحسسته يتسلل من تحت ثيابي, لكنه كان يأتي من تحتها و من فوقها.
قال له: و تحبها أيضا !
و تجرأ الحزين و قال له: و هل على الرجل أن يتزوج المرأة التي يكرهها ؟!
-بتتمسخر علي؟!
هكذا صرخ أبي في وجهه. بتتمسخر علي ؟ ما في عندي بنت للزواج !
وحدك الذي وقفت معي , وحدك الذي قلت لي تلك الكلمات البسيطة: و لايهمك!
-و لا يهمني و كيف و لا يهمني؟ إن لم يخطبني اليوم, فمتى يكون ذلك , بعد أن يعود من مصر؟ لم تزل أمامه أربع سنوات حتى يتخرج, والله يعلم ما الذي يمكن أن يحدث في أربع سنوات.
و أعدتها: و لايهمك !
فقلت: ما دمت أعدتها, فإنك تعرف ما الذي تقوله, ما الذي تعنيه , فلم أفتح الموضوع ثانية.
و قلت لي: لا تقطعي أهله, زوريهم, إنهم يحبونك, عيشي معهم كما لو أنك واحدة منهم, خطيبة ابنهم, زوجة المستقبل.
فِكرك !؟
طبعا.
و لكن أبي سيجن.
سيجن ؟! لا, لا أظن ذلك, سيجن لو أن جمال هنا في غزة, وليس في مصر. سيجن ربما في البداية فقط.
كل ما قلته حدث, نعم, كل ما قلته. أرغى و أزبد و شتم و حين قلتَ له تزور صاحباتها , أخواته , فجمال في مصر و ليس هناك سوى الختيار و الختيارة و البنات. قال: وليكن ! لا تزورهم يعني لا تزورهم !.
لكنني عشت معهم في البيت طوال تلك السنوات أكثر مما عشت في بيتنا, و يوما بعد يوم , لم يعد يسألني: أين كنت؟ كان يراني سعيدة بوجودي معهم, الله يرحمه. لست أدري لماذا كان عليه أن يبدو قاسياً. هل هنالك سبب سوى أنه أب, و أن همومنا أكبر من جيل ؟!
ناداني, وقال لي: تزوجيه يابا. أفضلُ بيت للبنت هو البيت الذي يحبها فيه أهل زوجها أكثر منه. الآن أعرف أنهم يحبونك!
وصمت طويلاً. ثم قال لي: أما أن يأتي هو ويقول لي أنه يحبك, هكذا من الباب للطاقة, فهذا لا يجوز, فهمت.
قلت له: حاضر.
و عندها راح يضحك و يضحك: هل اعتقدت أنني أقول هذا الكلام عن جد ؟!!
وراح يضحك و يضحك حتى مات.
الله يرحمه.
*****************
كان هذا مقطع لرواية جميلة تحكي قصة بنت غزاوية اسمها آمنة , ستعيش معاها تفاصيل الحياة في غزة ...في جزيرة تقع بين بحر الآلام و بحر الآمال ..
رابط تحميل الرواية كاملة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق